السبت، 12 سبتمبر 2009

الحمار واللص قصة

قصة الحمار واللص عبد الله بوفولة
كان في قديم الزمان احد التجار الاثرياء واسمه سيدي احمد قد نزل ضيفا على احد اصدقائه من الشيوخ المحترمين في قريتهم اد كان هدا الشيخ رئيس هده القرية. وكان يحمل في حقيبته اوراقه وملابسه ومبلغا ماليا هاما .
وللاسف لم يكن يدري ان هناك مفاجاة غير سارة تنتظره في ليلة اليوم الثاني من اقامته وعندما اراد فتح حقيبته لتناول بعض اغراضه وجد ان كل دراهمه قد سرقت منه تردد بعض الوقت هل يخبر مضيفه ام لا يخبره؟ هل يتريث قليلا؟ هل يكتم الامر ويحتسب لله امر ما جرى له؟ ولكن في الاخير اخبر الشيخ. غير ان الشيخ لم يفاجا بدوره مما حدث لضيفه …
- وقال له بكل بساطة , سأجد السارق ما في ذلك شك أو ريب
وفي زمن قصير, اتجهت شكوكه الى خدامه وكان عددهم يقارب عشرة افراد , ولكن كيف يمكن له الاهتداء الى المتهم؟ وفي صباح اليوم التالي, استدعاهم جميعا وقال لهم:
- ان احدكم قد سرق نقود سيدي احمد الدي كان ضيفا عندي. ومن العيب معاملة الضيوف بهده الطريقة الدنيئة ومن ثم فاني آمركم بما يلي:
على كل واحد منكم ان يدهب بمفرده الى الاصطبل حيث يوجد حماري. وكل واحد مكلف
بان يلمس دنب الحمار. لأن الحمار يملك حسا خاصا يمكنه من اكتشاف اللصوص, وعندما يلمس اللص الحمار يقوم هدا الاخير بالنهيق فاعرف عندئد السارق.
ودهب الخدام الى الاصطبل كما امرهم واحدا واحدا ودهب معهم الشيخ وبقى خارج الاصطبل بالقرب من الباب يصيغ السمع الى ما يجري بالداخل. اما سيدي احمد فبقى ينتظر في بيت الضيافة متطلعا بشغف واستغراب لمعرفة نتيجة ما يسفر عنه هدا التحقيق العجيب وبينما هو ينتظر فجأة اطل عليه الشيخ بصحبة احد خدامه ولم يزد ان قال:
- ان حماري قد التزم الصمت. ومع دلك - ظهرت على ملامحه علامات النصر-.... ومع دلك انني توصلت الى معرفة السارق. انه هدا الدي اصطحبه معي.
وما كان من الخادم المسكين ان ارتمى في الارض يقبل رجل الشيخ مستعطفا اياه قائلا:
- وهو يصرخ ارحمني. لقد سرقت هده النقود حتى ادفع ثمن الاطباء الدين داووا لي ابنتي الصغيرة التي هي مريضة مرضا خطيرا. ولا يمكنني ارجاع المبلغ , لأنني صرفته كاملا.
- اسكت , قالها الشيخ بحدة وعنف . هل تعتقد انني اقبل ان يجرد رجل من ممتلكاته وهو ضيف عندي وفي حماي؟ لكن,- وبدأصوته ينخفض- ورحمة بك وبعائلتك لن ادهب اشتكي الى القاضي. ساقوم انا بتعويض الدراهم المسروقة لضيفي الكريم واحاول ان أنسى هدا الخطا, بالمقابل, انتظر منك أن ان تخدمني مستقبلا بامانة و اخلاص وحب وتفان.
و بعددلك مباشرة أعطى سيدي احمد ا لمبلغ الدي سرق منه كاملا
- ولكن كيف عرفت ان هدا الرجل هو السارق, وسبق وأن قلت ان حمارك التزم الصمت ولم ينهق؟ تساءل سيدي احمد, وكان هو ومضيفه وحيدين منفردين لا يوجد أحد معهما. - ان حماري لا يعرف السراق كما لا اعرف انا وانت, أجاب الشيخ. ولكنني لجات الى استعمال حيلة تتمثل في انني دهنت دنب حماري بمادة تنبعث منها رائحة مميزة. وعليه فان كل الخدم البريئين قد لمسوا الدنب بكل ثقة , اما السارق فهو الوحيد الدي لم يمس دنب الحمار خوفا من انه سيحدث صوتا وبالتالي يكشفه فما كان مني الا أن قمت بمراقبة ايدي خدامي: كل اياديهم كانت فيها رائحة المادة التي وضعتها في دنب الحمار, ما عدا يدي السارق. لقد خانه ايمانه المزور وخوفه من العقاب- وهي نتائج مباشرة - للخطا الدي اقترفه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق